الإسلام يضع حدّاً للعنف ضد المرأة

1 Feb

My beautiful picture

 فبراير/شباط 2013        بقلـم نهال مجدي        

تطلق النساء المسلمات في سكوتلندا في شهر شباط/فبراير رسمياً حملة جديدة لمحاربة العنف المنزلي. في الوقت الذي يُعتبر فيه العنف ضد المرأة مشكلة عالمية لا تميّز بين الجنسية أو العرق أو الدين، ينظر البعض إلى العنف ضد المرأة في الدول المسلمة، ويَصِلون إلى نتيجة أنه لا بد من وجود رابط. إلا أن المتطوعين في “أمينة” وهي منظمة نسائية خيرية مركزها المملكة المتحدة، يناقشون أنه يجب النظر إلى الإسلام، بدلاً من ذلك، على أنه حل لإزالة العنف ضد المرأة

قامت المنظمة مؤخراً، لهذه الغاية، بإطلاق حملة سوف تدحض التفسيرات الخاطئة بأن الإسلام يشجّع العنف بكافة أشكاله. سوف تعمل “أمينة” مع أئمة من الجالية وتستخدم الحديث الشريف وآيات من القرآن الكريم لدعم مفهوم أن الإسلام لا يدين العنف فحسب، وإنما تؤكّد نصوصه باستمرار على المعاملة اللطيفة والعادلة والمحترمة للمرأة

الآية القرآنية التي تُسْتَخدَم بشكل شائع لتبرير العنف ضد المرأة هي الآية 34 من سورة النساء والتي ترجمها إلى الإنجليزية يوسف علي: “…واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن …”

أدى سوء تفسير الكلمات العربية “نشوز” و”اضربوهن” وإخراجها عن مضمونها إلى سوء فهم واسع وكاسح لهذه الآية. كلمة “ضَرَبَ” على سبيل المثال، وهي مصدر كلمة “إضربوهن”، لها 25 معنى مختلف، بما فيها “ابْتَعَد عن” أو ترك لفترة من الزمن”. بناء على المعنى الثاني، فإن التفسير يكون: “…واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن أولاً ثم اهجروهن في المضاجع ثم ابتعدوا عنهن.”

إضافة إلى ذلك، فإن كلمة “نشوز” هنا تجعل من المراحل الثلاث للآية قابلة للتطبيق في حالات محددة وجادة جداً. يناقش محمد عبد الحليم، استاذ الدراسات الإسلامية بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن، أن الكلمة تشير إلى الخيانة بالذات

لا يحتاج المرء إلا إلى النظر إلى مثال النبي محمد (ص) والرسالة العامة للقرآن الكريم ليدرك أن الإسلام يدين بوضوح أي نوع من العنف ضد المرأة. تنص الآية 21 من سورة الروم: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.”

بالإضافة إلى التأكيد على نشر رسائل كهذه، تشجّع حملة “أمينة” النساء والرجال كذلك على رفع أصواتهم ضد العنف. وهم يناقشون أنه فرض على المسلمين أن يرفعوا أصواتهم ضد الإساءة، وأن يعارضوا بإصرار أية مفاهيم ومعتقدات خاطئة بأن الإسلام يدعم سوء معاملة المرأة

يمكن لعمل كهذا أن يشكّل جزءاً محورياً لحلّ قضية العنف إذا وصل إلى القادة الدينيين عبر الجاليات. يميل الأئمة لأن تكون لهم درجة هامة من التأثير على المجتمعات المحلية المسلمة، حيث أن هؤلاء هم أفراد يوثق بهم ويُنظَر إليهم على أنهم موثوقون. لذا فإن العمل معهم لضمان وصول الرسالة إلى كل من الرجال والنساء في المسجد هو أمر حاسم ومصيري. تملك أصوات الأئمة مجتمعة احتمالات غرس تغيير له حاجة ماسّة في معاملة المرأة

يمكن لعمل كهذا أن يحدث كذلك على مستوى الأسرة. ومما له صلة وثيقة أيضاً أن يفهم الأطفال منذ نعومة أظافرهم أهمية احترام المرأة ومعاملتها بلطف، حسب تعاليم النبي (ص). ويحتاج ذلك إلى تعزيز في المنزل وفي المدارس الدينية. يمكن للوالدين، وخاصة للأب أن يشكّلا أمثلة يحتذى بها تمشياً مع السلوك اللطيف الذي تمتع به الرسول نفسه

يوفّر الإسلام إرشادات واضحة جداً ضمن نصوصه فيما يتعلق بكافة نواحي الحياة، بما فيها معاملة المرأة. يمكن استخدام هذه المعرفة وهذا الفهم، وهما الأداة نفسها التي أسيء استخدامها لتعزيز كره المرأة، لاستئصال مشكلة العنف المنزلي في المجتمعات المسلمة

###

* نهال مجدي مدوّنة بريطانية مصرية مسلمة وخبيرة تسويق مركزها لندن. كُتب هذا المقال لـخدمة الأرضية المشتركة الإخبارية 
مصدر المقال: خدمة الأرضية المشتركة الإخبارية، date

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

%d bloggers like this: