تضم الحملة العالمية لحظر الألغام المضادة للأفراد أكثر من 800 منظمة من منظمات المجتمع المدني وهي تحتفل في هذا الشهر تشرين أول/ أكتوبر 2012 بالذكرى العشرين لانطلاقها، ولابد لنا في هذه المناسبة، أن نثني على تجربتها الرائدة التي شكلت إضافة قيمة للمجتمع المدني العالمي لا يتوقف عند إسهامها في التوصل إلى اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفراد عام 1997، بل في السهر الجدي على تنفيذها أيضاً مادة مادة، من خلال تقريرها ورصدها السنوي الدوري “مرصد الألغام”، الذي رصد بفعالية ودقة الالتزام بعدم إنتاجها، وعدم استخدامها، ونقلها، وكذلك برامج التوعية، وتطهير الأراضي، وتدمير المخزون منها، بالإضافة إلى مساعدة الناجين الضحايا وتأهيلهم ودمجهم في مجتمعاتهم المحلية
وبالفعل تقلص عدد ضحايا الألغام سنويا من 20000 إلى 5000، وتم التخلص من 45 مليون لغم، وتطهير المزيد من الأراضي التي وضعت في خدمة المواطنين من جديد كذلك نرى أن هذه النجاحات لا تقاس بتصديق 160 دولة على هذه الاتفاقية فقط رغم أهميته البالغة، بل بانتزاع هذه الحملة العالمية الاعتراف الدولي والمجتمعي بأهمية دور منظمات المجتمع المدني في ميادين نزع السلاح وبناء السلام والأمن الدوليين
لقد أسهمت بعض منظمات المجتمع المدني العربية لاسيما شبكتنا (الشبكة العربية لدراسات أخطار الألغام والشبكة العربية للأمن الإنساني) في محطات العمل تلك والمرصد العالمي وعقدت مع الحملة العالمية العديد من الندوات والمؤتمرات حيث أبرزت القدرة على إبرام التحالفات عربيا ودوليا وإشراك الحكومات العربية ووسائل الإعلام في ميادين وجهود نزع السلاح والأمن الإنساني، بعد أن ظل التطرق إليها محفوفا بالمخاطر وعدم الاعتراف به لسنوات وسنوات طويلة. نعم لقد شهدت منظمات المجتمع المدني العربية العاملة في نزع السلاح والأمن الإنساني اعترافاً لم يسبق له مثيل من قبل
انطلقنا من هذه التجربة داخل الحملة العالمية هذه إلى دور أكثر شمولا وفعالية طالما تطلعنا إليه لاسيما في مراحل العمل لإنجاز اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، واتفاقية القنابل العنقودية التي انضم إليها 111 دولة وحملات نزع السلاح الأخرى كاليورانيوم المنضب والقنابل النووية وغيرها
لابد لنا في هذه المناسبة أن ندعو حكومات العالم إلى الانضمام إلى الاتفاقية الإنسانية، كذلك نحثها ووسائل الإعلام المختلفة على تعزيز جهود نزع السلاح والعمل على دعم جهود وقرارات الأمم المتحدة واحترام القانون الدولي الإنساني والعمل على ألا تبقى الحكومات التي دأبت على خرقه والاستهانة به لسنوات طويلة في مأمن من المحاسبة والعقاب
لقاء مع الدكتور غسان شحرور منسق الشبكة العربية للأمن الإنساني
20th Anniversaryof International Campain to ban Landmines: Arab Civil Society and Disarmament..
Interview with Dr. Ghassan Shahrour
أجدرٌ لعالمنا صنع منجل بعطى
لا سلاح سفك دم قد يباع رغم صدى
لا لطاعن بمدى ظالم بحصد جنى
أحسنوا الجهود بكل للمس خيرُ نمى
ساعدوا الضعيف بكسب فمعه العطاء رضى
بحلا الحياة معاً من يسبها لسدى