مقدمة
مشكلة المخدرات انه من اخطر المشاكل الصحية والاجتماعية والنفسية التي تواجه العالم أجمع وطبقا لتقديرات المؤسسات الصحية العالمية يوجد حوالي 800 مليون من البشر يتعاطون المخدرات أو يدمنون عليها.
إن مشكل المخدرات في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط يصنف ضمن المشاكل الصحية التي تستأثر باهتمام كل القطاعات المهتمة بصحة المواطنين عموما و الشباب بصفة خاصة . و من خلال الدراسات التي تم إعدادها في “موضوع الإدمان على المخدرات”، من أكثر من جهة مسؤولة، يتبين أن هذه الآفة تتنامى باستمرار، و يزيد الإقبال عليها من طرف الشباب، لدرجة أنه بدأ يلاحظ حدوث وفيات من جراء الجرع الزائدة . و الملفت للانتباه في هذا الموضوع :
تدني سن التعاطي للمخدرات ؛
انتشار المخدرات القوية من مثل الكوكايين و الهيروين في أوساط الشباب؛
التعاطي للمخدرات عي طريق الحقن (حوالي مليون مستعمل) ؛
انتشار كبير للمهلسنات ؛
ظهور سلوكيات مرضية لدى الشباب مصدرها التعاطي للمخدرات؛
التعبير عن الرغبة الملحة لطلب العلاج من لدن المدمنين أو ذويهم ؛
الاقتصار في العلاج الذي توفره المصحات القليلة على العلاج العضوي المتمثل في إزالة أعراض الانسحاب ؛
عدم الاهتمام بالرعاية اللاحقة للمدمنين المتعافين و إعادة تأهيلهم .
ماهو المخدر؟
1. التعريف اللغوي
المخدر مادة كيميائية تسبب النعاس و النوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم. و كلمة مخدر ترجمة لكلمة (Narcotic) المشتقة من الإغريقية (Narcosis) التي تعني “يخدر” أو “يجعله مخدرا”ً.
2.التعريف العلمي
ثم أطلق لفظ المخدر على كل ما يستر العقل و يغيبه . أما الإدمان على مخدر ما فيعني الرغبة القوية والملحة التي تدفع المدمن إلى الحصول على المخدر وبأي وسيلة ، وزيادة جرعته من آن لآخر ، مع صعوبة أو استحالة الإقلاع عنه سواء بالنسبة للاعتماد ( الإدمان ) النفسي أو تعود أنسجة الجسم عضويا ( Drug Dependency ) . وعادة ما يعاني المدمن من قوة دافعة قهرية داخلية للتعاطي بسبب ذلك الاعتماد النفسي أو العضوي .و لقد تضافرعديد من العوامل السياسية و الاقتصادية والاجتماعية ليجعل من المخدرات خطرا يهدد العالم ، أو كما جاء في بيان لجنة الخبراء بالأمم المتحدة ” إن وضع المخدرات بأنواعها في العالم قد تفاقم بشكل مزعج وأن المروجين قد تحالفوا مع جماعات إرهابية دولية لترويج المخدرات “.
المخدرات هي كل مادة طبيعية أو مستحضرة في المعامل ، من شأنها ، إذا ما استخدمت في غير الأغراض الطبيـــــــة أو( الصناعية الموجهة )، أن تؤدي إلى فقدان كلي أو جزئي للإدراك بصفة مؤقتة تكون درجته بحسب نوع المخدر وبحسب الكمية المستهلكة. كما يؤدي الاعتياد أو الإدمان إلى مستوى يضر بالصحة الجسمية والنفسية والاجتماعية للفرد .
و تعرف منظمة الصحة العالمية المخدرات كالتالى ” هي كل مادة خام أو مستحضرة أو مخلقة تحتوى عناصر منومة أو مسكنة أو مفترة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية أن تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان مسببة الضرر النفسي أو الجسماني للفرد والمجتمع ” .
المخدرات أو العقار بمعنى أدق هي مواد ذات طبيعة كيماوية تؤثر على العقل أو الجسم البشري ، و مع الاعتياد على التناول يصبح هناك ما يسمى بــ ( التحمل ) و هو حالة فسيولوجية مكتسبة تتميز بقدرة الجسم على تحمل العقار ما يؤدي إلى الحاجة إلى أخذ جرعات متزايدة للحصول على التأثير نفسه الذي كان متاحا في الأصل بجرعات أقل.
3.التعريف القانوني
المخدرات مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان و تسمم الجهاز العصبي و يحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون ، و لا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك.
الإدمان والتعود
المخدرات في مجملها تؤثر على المخ وهذا سر تأثيرها والكثير منها يتسبب في ضمور ( موت ) بعض خلايا الجزء ، وعند توافر الإرادة لدى المتعاطي فإن الإقلاع لا يترك أي أعراض للانقطاع .
وبالمقابل هناك مخدرات تسبب اعتمادا نفسيا وعضويا أهمها : الأفيون و المورفين و الهيروين و الكوكايين و الكراك وكذلك الخمور وبعض المنومات والمهدئات. والإقلاع عن تعاطي تلك المخدرات يتسبب في حدوث أعراض انقطاع قاسية للغاية تدفع المتعاطي للاستمرار بل وزيادة تعاطيه . لذلك فإن الحرص على عدم الوقوع في شرك المخدرات هو الوقاية الحقيقة ، و يجب المبادرة إلى طلب المشورة والعلاج مهما كانت مرحلة الإدمان حيث تتحقق المكاسب الصحية لا محالة .
مراحل الإدمان:
يمر المدمن ، أو من يتعاطى المخدر بصورة دورية ، عادة بثلاث مراحل هي :
1.مرحلة الاعتياد ( Habituation )
وهي مرحلة يتعود فيها المرء على التعاطي دون أن يعتمد عليه نفسيا أو عضويا وهي مرحلة مبكرة ، غير أنها قد تمر قصيرة للغاية أو غير ملحوظة عند تعاطي بعض المخدرات مثل الهيروين أو المورفين أو الكراك .
2.مرحلة التحمل ( Tolérance )
وهي مرحلة يضطر خلالها المدمن إلى زيادة الجرعة تدريجيا وتصاعديا حتى يحصل على الآثار نفسها من النشوة وتمثل اعتيادا نفسيا وربما عضويا في آن واحد .
3.مرحلة الاعتماد ، الاستبعاد أو التبعية ( Dépendance )
وهي مرحلة يذعن فيها المدمن إلى سيطرة المخدر ويصبح اعتماده النفسي والعضوي لا إراديا، ويرجع العلماء ذلك إلى تبدلات وظيفية ونسيجية بالمخ . أما عندما يبادر المدمن إلى إنقاذ نفسه من الضياع ويطلب المشورة والعلاج فإنه يصل إلى مرحلة الفطام (( Abstention والتي يتم فيها وقف تناول المخدر بدعم من مختصين في العلاج النفسي الطبي وقد يتم فيها الاستعانة بعقاقير خاصة تمنع أعراض الإقلاع ( Withdrawal Symptoms ) .
أنواع المخدرات
كثرت أنواع المخدرات وأشكالها حتى صار من الصعب حصرها. ووجه الخلاف في تصنيف كل تلك الأنواع ينبع من اختلاف زاوية النظر إليها: فبعضها يصنف على أساس تأثيرها، وبعضها يصنف على أساس طرق إنتاجها. ولا يوجد حتى الآن اتفاق دولي موحد حول هذا التصنيف. وأشهر التصنيفات تتم حسب العناصر التالية:
بحسب تأثيرها
المسكرات: مثل الكحول والبنزين؛
مسببات النشوة: مثل الأفيون ومشتقاته،
المهلوسات أو المهلسنات؛
المنومات: وتتمثل في الكلورال والباريبورات والسلفونال وبرموميد البوتاسيوم.
بحسب طريقة إنتاجها
مخدرات تنتج من نباتات طبيعية مباشرة: مثل الحشيش والقات والأفيون ونبات القنب.
مخدرات مصنعة وتستخرج من المخدر الطبيعي بعد أن تتعرض لعمليات كيمياوية تحولها إلى صورة أخرى: مثل المورفين والهيروين والكوكايين .
مخدرات مركبة وتصنع من عناصر كيماوية ومركبات أخرى ولها التأثير نفسه: مثل بقية المواد المخدرة المسكنة والمنومة والمهلوسة.
بحسب الاعتماد (الإدمان) النفسي والعضوي)
المواد التي تسبب اعتمادا نفسيا وعضويا: مثل الأفيون ومشتقاته كالمورفين والكوكايين والهيروين.
المواد التي تسبب اعتمادا نفسيا فقط: مثل الحشيش والقات وعقاقير الهلوسة.
بحسب اللون
المخدرات البيضاء: مثل الكوكايين و الهيروين.
المخدرات السوداء: مثل الأفيون ومشتقاته و الحشيش.
بناء على تصنيف منظمة الصحة العالمية
مجموعة العقاقير المنبهة: مثل الكافيين و النيكوتين و الكوكايين و الأمفيتامينات مثل البنزدرين وركسي و مئثدرين.
مجموعة العقاقير المهدئة، وتشمل المخدرات مثل المورفين و الهيروين و الأفيون، ومجموعة الباربيتيورات وبعض المركبات الصناعية مثل الميثادون وتضم هذه المجموعة كذلك الكحول .
مجموعة العقاقير المثيرة للأخاييل (المغيبات) ويأتي على رأسها القنب الهندي الذي يستخرج منه الحشيش، والماريخوانا .
حسب التركيب الكيميائي
وهناك تصنيف آخر تتبعه منظمة الصحة العالمية يعتمد على التركيب الكيميائي للعقار وليس على تأثيره، ويضم هذا التصنيف ثمان مجموعات هي:
1. الأفيونات؛
2. الحشيش؛
3. الكوكا؛
4. المثيرات للتخيل؛
5. الأمفيتامينات؛
6. الباربتيورات؛
7. القات؛
8. الفولانيل.
كما يمكن تقسيم المخدرات وتصنيفها بطرق مختلفة عديدة منها :
المخدرات طبيعية وأهمها وأكثرها انتشارا : الحشيش والأفيون والقات والكوكا؛
المخدرات المصنعة وأهمها المورفين والهيروين والكودايين والسيدول والديوكامفين والكوكايين والكراك؛
المخدرات المخلقة وأهمها عقاقير الهلوسة والعقاقير المنشطة والمنبهات والعقاقير المهدئة .
د. محمد بلكبير
أستاذ بعلم الاجتماع الديني جامعة محمد الخامس
سكرتير عام المجلس المغربي لمقاومة الإمراض المنقولة عن طريق الايدز
Leave a Reply