
في تقريرها السنوي: انتكاسات خطيرة في المسيرة العالمية لحظر القنابل العنقودية….بقلم د غسان شحرور
بمناسبة الاجتماع العاشر للدول الأطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية، صدر المرصد الدولي للذخائر العنقودية هذا اليوم في الأمم المتحدة بمدينة جنيف من قبل الحملة العالمية لحظر الذخائر العنقودية، وهي تحالف عالمي لمنظمات المجتمع المدني الذي أسهم مع عدد من حكومات العالم في التوصل عام 2008 الى اطلاق اتفاقية حظر هذه الأسلحة التى عانى ويعاني منها المدنيون الأبرياء في كثير من أنحاء العالم،ويواصل التحالف المدني رصدها ومتابعتها والدعوة الى الانضمام لها في الأمم المتحدة،
علمًا أن هذه الاتفاقية تضم اليوم ما مجموعه 110 دولة طرف و 13 دولة موقعة في طريقها لتصبح طرفا فيها، هذا ولم ترد أي تقارير أو مزاعم عن استخدام جديد للذخائر العنقودية من قبل أي دولة طرف منذ اعتماد الاتفاقية في مايو / أيار 2008، وحتى اندلاع الحرب في أوكرانيا. لقد أفاد التقرير أن أوكرانيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تُستخدم فيها الأطراف المتحاربة الذخائر العنقودية، على نطاق واسع، منذ اندلاع الحرب في 24 شباط/فبراير 2022، علما أنه لم تنضم روسيا ولا أوكرانيا إلى هذه الاتفاقية بعد. هذا ولم ترد تقارير عن استخدام ذخائر عنقودية جديدة في أي دولة أخرى في العالم خلال الفترة المشمولة بالتقرير السنوي (من آب/ أغسطس 2021 إلى تموز/يوليو 2022).
تشير البيانات الأولية إلى وقوع 689 إصابة تم الإبلاغ عنها أثناء هجمات الذخائر العنقودية في أوكرانيا في النصف الأول من عام 2022. وربما لم يتم تسجيل العديد منها – وهي تصيب المدنيين، وخاصة الأطفال وتضعهم في خطر.
في عام 2021 : شكل المدنيون 97٪ من مجموع الإصابات ، مع مقتل او اصابة 144 مدنياً بالذخائر العنقودية. وقد شكل الأطفال 66٪ من جميع الإصابات،. وقد شهدت جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية ولبنان حوادث مأساوية حيث قتلت وجُرحت مجموعات من الأطفال بالذخائر الصغيرة المتواجدة قديما أثناء اللعب في هذه المناطق. هذا وتفيد الدراسات عن وجود تلوث بالذخائر العنقودية في 29 بلدا ومناطق أخرى، بما في ذلك 10 دول أطراف عليها التزامات بإزالة الألغام والذخائر العنقودية.
هذا وتتعهد كل دولة طرف في الاتفاقية بألا تقوم في أي ظرف من الظروف باستعمال الذخائر العنقودية؛ أو باستحدثها أو إنتاجها أوحيازﺗﻬا بأي طريقة أخرى أو تخزينها أو الاحتفاظ ﺑﻬا أو نقلها إلى أي كان، بصورة مباشرة أو غير مباشرة؛ أو الاستثمار فيها كما تتعهد بمساعدة ضحاياها
هذا ويأتي هذا التقرير السنوي في ظل إجماع عالمي على أن القنابل العنقودية سلاح لا يميز بين المحاربين والمدنيين، اتسم بسمعة غير إنسانية خاصة عندما استخدم على نطاق واسع في كوسوغو، ولاوس، وكمبوديا وأفغانستان، والعراق، ولبنان، ولا تزال مليارات القنابل العنقودية تجثم في ترسانات العديد من الدول إذ يمكن إطلاقها من الطائرات، والصواريخ وبعض المدافع، وعادة لا تنفجر جميع أجزاءها، وتبقى نحو 5-30% منها متناثرة هنا وهناك، تزرع الموت والرعب بين المدنيين الأبرياء لسنوات وعقود طويلة.
أمام هذه الحقائق المؤلمة تدعو “الشبكة العربية للأمن الإنساني” جميع حكومات العالم، والحكومات العربية، والمنظمات الأهلية، إلى اتخاذ موقف إيجابي من هذه الاتفاقية لحظر إنتاج واستخدام القنابل العنقودية، ونقلها والاتجار بها مع مساعدة ضحاياها والتعويض عليهم من قبل الجهات التي استخدمتها
الدكتور غسان شحرور. “الشبكة العربية للأمن الإنساني”
Leave a Reply